لم يعد مستغربًا أو مفاجئًا الحديث عن عقوبات تطال بعض المسؤولين اللبنانيين. فالبلد الغارق بالفساد، والتعطيل بات كالتلميذ الذي اعتاد على السقوط في امتحاناته، ولكن على ما يبدو فإن التهديدات هذه المرة تأخذ مستوى آخر إذ باتت في الملعب الأوروبي بقيادة فرنسية بعدما كانت سابقًا محصورة بالعقوبات الأميركية. وفيما يرى بعض المصادر أن هذه التهديدات لا تزال مجرّد كلام وبعيدة المنال، يرى آخرون أنها جدية بعدما "طفح الكيل" من ممارسات المسؤولين الذين أوصلوا البلاد إلى الحضيض.
التهديدات أكثر من مجرّد تلويح وجدية ولكن نريد أن نرى حجمها لمعرفة فعاليتها، فإلى هذه اللحظة فمن المعروف أنه رشح أنها ممكن أن تحصل على درجتين: الدرجة الأولى، منع دخول الأشخاص المعنيين بتعطيل الحكومة إلى دول شينغن، والدرجة الثانية الأصعب هي تجميد حسابات المعطلين في أوروبا". وفي ما يتعلق بالفرق بين التهديدات الأوروبية بالعقوبات التي تبحثها فرنسا مع أعضاء الاتحاد الاوروبي والعقوبات الأميركية التي حصلت سابقًا من الجانب الأميركي، لفت شربل إلى أن "هذه التهديدات لو نفذت وأصبحت عقوبات على أرض الواقع فهي تختلف بالطبع عن العقوبات الأميركية. فعلاقتنا بأوروبا تختلف عن علاقتنا بأميركا خصوصاً بالنسبة إلى بعض اللبنانيين. فالذين عندهم توجه نحو الشرق لا يهتمون كثيرًا بالعقوبات الأميركية لكن العقوبات الأوروبية تؤثر عليهم".
وتوازيًا مع الحديث عن إمكانية الإطاحة بالمبادرة الفرنسية في حال فرضت العقوبات، أكد شربل أن "المبادرة الفرنسية أصبحت في مكان آخر ولم تعد تشبه مبادرة ماكرون بعد 4 آب. فالآن هناك نوعٌ من توافق جديد وضغوطات دولية وعربية فيها توافق بين الفرنسيين وآخرين"، مشيراً إلى أنه "لم يعد يوجد مبادرة فرنسية بمفهومها المعروف،لا بطريقة تشكيل الحكومة ولا بالعناصر الضاغطة، بل مبادرة اوروبية تنطلق من جوهر المبادرة الفرنسية.
0 Comments: