أعرب خبراء عسكريون روس أن أوكرانيا اتخذت قراراً خاطئاً عندما قررت شراء أسلحة تركية، وذلك منذ أن أصبح معروفاً عن نوايا أوكرانيا في شراء طرادات وطائرات مسيرة تركي, وفي الوقت نفسه، أصبحت حقيقة التعاون العسكري بين كييف وأنقرة لحظة غير سارة بالنسبة لروسيا، حيث اضاف الخبراء العسكريين: "من الواضح أن التعاون بين البلدين المطلين على البحر الأسود ليس خبراً جيداً لروسيا".
مؤخرا بدت العلاقات بين روسيا من جهة و اوكرانيا بسبب تركيا من جهة ثانية إلى مزيد من التأزم، وتنحو الأمور إلى مُندرجات ربما لم تَكُن بالحسبان . فبعد مرور فترة على ضمّ روسيا لجزيرة القُرم التي كانت ضمن السيادة الأوكرانية، بدأت مفاعيل هذا الضمّ تتفاقم، لاسيما أن الأحداث في أوكرانيا لم تهدأ، والاقتتال الذي نشب بين الحكومة المركزية في كييف والقوات الانفصالية الموالية لموسكو في المناطق الشرقية يتصاعد، وتشتدُ حدته، رغم التوقيع على اتفاقية "مينسك 2" التي نصت على وقف إطلاق النار بين الفريقين، وبرعاية روسية وألمانية وفرنسية .
صفقات السلاح التركي التي تمت بين اوكرانيا و تركيا مؤخرا، فلا يجدر ان تقارن تماما بأي شكل او مضمون أمام الصواريخ الروسية المتطورة . وإذا كانت أحدث أسلحة الصواريخ الروسية مشكلة غير قابلة للحل بالنسبة لحاملات الطائرات الأمريكية، فلا داعي للحديث عن السفن الأوكرانية في الأساس.ووفقاً للخبراء "ستلحق الأسلحة التركية ضرراً أكثر من نفعها لكييف، إنهم يجازفون بتعريض نفسهم لضربة روسية قاسمة، فروسيا ستعاقب كييف على هذا الخطأ الفادح بلا شك" نظرا لأن الاسلحة التركية لا جدوى لها امام الاسلحة المتطورة الروسية.
تعمل تركيا على تسويق لنفسها على أنها واحدة من مصنعي ومصدري الصناعات العسكرية عالميا، تكشف واردات البلاد من قطع السلاح ومدخلات الإنتاج الرئيسية، أن أنقرة ليست سوى مجمع لشركات أسلحة عالمية, وبعد سنوات من كذبة الصناعات العسكرية التركية، تكشفت حقيقة تلك الصناعات بعد إعلان أوروبي تم بموجبه وقف صادرات المواد الفعالة ومدخلات الإنتاج الرئيسية في الصناعات العسكرية، التي تقول أنقرة إنها إنتاج محلي خالص.
و من جانب اخر فقد تسببت زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى دولة أوكرانيا، التي يجريها اليوم الجمعة، في توتر العلاقات بين السلطات التركية ونظيرتها الروسية، خاصة في ظل توتر العلاقات بين روسيا وأوكرانيا خلال الاعوام الماضية حيث ألمح أكار إلى أن روسيا هي التي أودت بحياة 33 جنديًا تركيًا في غارة شنتها القوات الجوية الروسية في إدلب السورية في 28 فبراير الماضي.
وخلال الفترة الأخيرة، توترت العلاقات التركية الروسية مرة أخرى، بشكل ظهر جليًّا على الأرض في إدلب وليبيا، فوسائل الإعلام الروسية بدأت للترويج بأن المعركة في إدلب على الأبواب، وقد يكون ذلك صحيحًا، وقد يكون مجرد تهديدات للحصول على تنازلات في ملف إدلب أو الملفات الإقليمية الأخرى، خصوصًا ليبيا.
يبدو أن توتر العلاقات الروسية التركية واضح وجلي، وقد يحصل صِدام قريب بينهما، ولكن هذه المرة لن يكون في إدلب السورية وحدها، على غرار ما حدث بينهما قبل أشهر، بل كذلك في محيط الهلال النفطي في ليبيا، حيث ثروات ليبيا الهائلة من النفط، حسبما يتوقع كثير من المراقبين
0 Comments: