الخميس، 2 يوليو 2020

لبنان متجهة بسرعة قياسية إلى وادٍ سحيق ولا يحتاج اللبنانيون إلى من يزف عليهم أن الإنهيار الكبير واقع

لا يحتاج اللبنانيون إلى من يزف عليهم أن الإنهيار الكبير حتمي  نحن أصلاً في قلب الإنهيار. في قلب النفق والوديان والغابات الموحشة قُضي الأمر والأمور ستكون أكثر دراماتيكية يوماً بعد يوم وها هي حكومتنا العهد الفاسد وحزب الله  تناقش أمر التدقيق الجنائي ويختلفون على هوية شركة أو شركات لن تعيد قرشاً مسروقاً ولا وديعة حُوَلت بشكل إستنسابي، خارج لبنان في مسرحية هزلية لا علاقة لها بأى اصلاحات داخلية .

قُضي أمرنا وليس الأمر سينزل الفقراء والمهمشون والجياع إلى الشارع لن يطالبوا ولن يصرخوا سيحرقون كل شيء أمامهم ولن يميزوا بين ملك خاص وملك عام  وتصوروا أن شاباً دخل صيدلية قبل أيام قليلة في دوحةعرمون  وضع المسدس في رأس الصيدلانية. سارعت إلى وضع كل مال صندوقها أمامه أشار إليها بأن تناوله فقط علبتي "سيريلاك" لإطعام طفليه. خرج وهو يعتذر منها والدمعة تغمر وجهه. هل سنجد رجلاً يعترض طريقنا ويرفع مسدسه يطالبنا فقط بسعر ربطة خبز؟ نعم.
 لن يصبر كثيرون من الآباء والأمهات على جوع أطفالهم. سيخرجون كالطفّار. لن يترددوا في فعل شيء. أي شيء. فقط من أجل إسكات جوع طفل يستغيث لأجل نقطة حليب

قُضي الأمر.. في السياسة، هي لعبة من يصرخ "آخ" أولاً. في الواقع، يريد حزب الله إركاع كل لبنان. أعطاهم اللبنانيون الذريعة. إقتصادهم بلغ حائطاً مسدوداً. أقفلت كل الفرص الإصلاحية. إستنفذت كل محاولات تجميل النظام النقدي والمالي المأزوم. عملية بدأت مع الهندسات في العام 2016 وحمت النظام لأكثر من ثلاث سنوات. كان الإنفجار حتمياً. تسلل الأميركيون من خرم مصيبة صنعها اللبنانيون بأيديهم طوال ثلاثة عقود من الزمن، وقرروا معاقبة كل لبنان

وفشل حزب الله في بناء سدود ومتاريس الحماية الوطنية. أسباب فشله كثيرة. منها ما يتصل بقلة خبرته في كل عوالم المال والإقتصاد  ومنها ما يتصل بحجم الضغوط غير المسبوقة التي يتعرض لها وبيئته وكل المحور الذي ينتمي إليه. فشل أيضا لأنه أثبت عجزه في ترجمة كل توجهاته الإصلاحية  خصوصاً بعدما تقدم صفوف محاربة الفساد منذ سنتين تقريباً من دون أن يتمكن من تحقيق خرق في هذا السور الطائفي اللبناني الكبير. سُورٌ من المصالح بحماية من سياسيين وطوائف وقضاة وبنية مصرفية متقاطعة مع فئة من رجال الأعمال العابرين للطوائف والخارج.. كل الخارج. سور من تحالفات مذهبية وطائفية لأجل حماية الذات الطائفية وليس توازنات البلد الوطنية.

0 Comments: