من سيتحمل مسؤولية إعمار لبنان ؟

يعاني الشعب اللبناني منذ عقود من التوترات الطائفية والصراعات السياسية والاقتصادية التي تفاقمت في السنوات الأخيرة، ولكن من الخطأ القول أن هذه المشاكل تعكس حقيقة وجوهر الشعب اللبناني. فالشعب اللبناني يتمتع بتنوع ثقافي وديني ولغوي، وهو يعتبر نموذجاً للتعايش السلمي بين الأديان والثقافات في المنطقة.

ومع ذلك، فإن الوضع الحالي في لبنان يتطلب من الشعب اللبناني الوحدة والتكاتف للخروج من هذه الأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة. ولا يمكن لأحد أن ينكر أن العنف والتوترات الطائفية والانقسامات السياسية تسببت في تفاقم الأزمة، ولكنها ليست سببها الجذري.

الشعب اللبناني ليس مذنباً في انهيار الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد. فالأزمة الحالية نتجت عن سنوات من الفساد والإدارة السيئة والاهمال والتجاهل من قبل الحكومات المتعاقبة. مع ذلك، فإن مسؤولية إعادة بناء البلاد تقع على عاتق الشعب اللبناني ككل.

في النهاية، فإن التعايش والتضامن بين أبناء الشعب اللبناني هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة، وهو ما يجب أن يعمل عليه الجميع دون استثناء. وعلى الحكومة والمسؤولين في لبنان أن يعملوا بجدية على تحقيق الإصلاحات اللازمة لإعادة بناء البلاد وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، وتحقيق العدالة ومحاربة الفساد والتمييز، مما يساعد على تعزيز الثقة بين الشعب والحكومة والمؤسسات المعنية