القدر والأمل والإنسانية... كلها عوامل إجتمعت لإنقاذ شام

بعد 40 ساعة تحت الأنقاض في الشمال السوري أخذت الطفلة السورية (شام)،ذات التسع أعوام، إلى تركيا لتلقي العلاج بتنسيق بين الحكومة التركية والحكومة المستقلة في الشمال السوري، وبعد وصولها للمستشفى وكشف الأطباء، قال الطبيب المشرف على حالتها أنها تعرضت لمتلازمة هرس الأطراف، وتعرضت والدتها وشقيقتها للوفاة ولم يتبقى لها سوى والدها وأخاها (عمر)، ذو الخمسة عشر عام.

في نفس الليلة انتشر مقطع صوتي لوالدها يلوم بها الشخص الذي أقنعه بإرسالهما لتركيا، ويقول أنه قضى تلك الليلة في الشارع، وبقي الطفلين في سيارة الإسعاف دون تلقي علاج، وأشار أنهم أخبروه أن الأطفال لن تتلقى العلاج قبل يومين لأنها عطلة نهاية الأسبوع، وقال أنه نادم على إخارجهما من سوريا لتركيا فقد كانا يتلقيان العلاج في مستشفى خاص في الشمال السوري، وأن حالتهم إنتكست بعد وصولهم تركيا.

وبعد أيام من تلقي العلاج في تركيا قال الطبيب المشرف على حالة (شام)، أنهم مضطرون لبتر قدميها بتر كامل من الفخذ، وأنها معرضة لمشاكل في القلب والكلى، ولكن والدها اعترض وقال أنه لا بد من وجود حل آخر قبل أن يسيطر عليه اليأس على حال طفلته التي أسرت قلوب العالم كله في قصتها، ولكن الأمل عاد لوالدها بعد سماعه عن الأطفال الذين أرسلتهم الحكومة السورية من دمشق للإمارات.

وهنا بعد أن عاد الأمل أتت التوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، بنقل الطفلة شام، وشقيقها عمر، إلى أبو ظبي للعلاج، وتم تجهيز طائرة طبية خاصة قامت بنقل شام وعمر، الى مستشفى برجيل في أبو ظبي، وبعد وصولهما تم القيام بإجراء الجراحة بسرعة بقيادة الطبيب مايكل أوغلو، الذي أكد أن حالتها خطيرة للغاية وأنها مهددة للوفاة بالغرغرينا، وتم بتر الساقين من أسفل الركبة.

قال احد أفراد عائلة شام، أنه ممتن جداً للدولة الإمارات وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، فقد أعادوا لهم الأمل، وأكد على أهمية الدور الإنساني الذي لعبته الإمارات منذ بداية الزلزال.

دائما الإمارات، تكون في مقدمة الدول في الأعمال الإنسانية، فالإنسانية هي حجر الأساس الذي بنيت عليه دولة الإمارات، التي تقف دائما في صف المتضررين، وتعين الدول والأشخاص وكل من يحتاج للمساعدة في الخروج من أزمته أيّاً كانت.