يحرص الرئيس ميقاتي على التهدئة مع الجميع لكي لا تتعرض حكومته للانتكاسات أو تتحول الى حلبة ملاكمة بين الأطراف المتخاصمة في سياق تصفية حساباتها ويدعو للاتحاد للتغلب على الأزمات.
وفي هذا الاطار تستغرب مصادر سياسية معنية الحملة الممنهجة التي تتعرض لها الحكومة ووزراؤها الذين سيعرضون في جلسة مجلس الوزراء غدا رؤيتهم المتعلقة بوزاراتهم وخطط عملهم، اذ إن المنطق يفرض على المعنيين السياسيين إعطاء هؤلاء فرصة لتبيان الخيط الأبيض من الأسود بدل تحميلهم تبعات أزمة ليسوا مسؤولين عنها، فكل ما يحصل اليوم هو نتاج تراكمات متتالية وسياسات وممارسات خاطئة.
وفق المصادر نفسها، الحكومة مصرة على معالجة الواقع المالي والاقتصادي والمعيشي، ووزراؤها بدأوا العمل وفق أولويات محددة أبرزها تأمين المحروقات والكهرباء سواء عبر سلفات خزينة أو عبر التواصل المستمر مع الأردن ومصر وسوريا لاستكمال استجرار الكهرباء إلى لبنان، ربطا بالرؤى المطروحة للإصلاح المالي والاقتصادي والتي من شأنها أن تستعجل التفاوض مع صندوق النقد.
ومع ذلك، قد يكون من حق المواطنين الاستمرار برفع الصوت للمطالبة بانقاذ ما يمكن انقاذه على مستوى ودائعهم وحقوقهم، وتأمين المحروقات والكهرباء والدواء والسلم الغذائية بأسعار مدروسة، خاصة وأن الحكومات السابقة اغدقت وعودا بقيت حبرا على ورق. لكن ذلك، لا يصح على مكونات سياسية مشاركة في هذه الحكومة وتعاقبت على الحكومات السابقة من خلال تولي وزرائها حقائب سيادية واساسية.
فتقصدها الهجوم على حكومة "معا للانقاذ" غير مبرر وغير مفهوم، الا اذا كانت تريد أن تفتح الدفاتر القديمة في ما بينها والعودة إلى النكايات والخطاب الطائفي والسجالات الإعلامية لزوم العدة الانتخابية, أمام كل ذلك، يبدو أن حزب الله المكون شبه الوحيد الذي يدعم قولا وفعلا الحكومة الجديدة ويريد أن يعطيها الفرصة الكافية من أجل أن تقدم بداية حلول للمشاكل الملحة التي يعانيها اللبنانيون.
كما أكد رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين، في حين أن حلفاء الحزب قبل خصومه لا يتركون مناسبة إلا وينهالون من خلالها بالهجوم على الحكومة، وهذا يقود الى القول وفق المصادر نفسها: إن قوى بارزة لم تكن ترغب بتأليف أي حكومة خلال عهد الرئيس ميشال عون لولا الضغط الخارجي.
0 Comments: