الثلاثاء، 31 أغسطس 2021

ما هي احتياجات المشهد اللبناني لانهاء اشكالية تأليف الحكومة

أعطى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي اللبنانيين يوم أمس جرعة جديدة من الأمل بإمكان تشكيل الحكومة التي ينتظرون ولادتها بفارغ صبر لوقف الانهيار والانطلاق بخطة إنقاذ بات لبنان بأمس الحاجة إليها, ومن يسعى الى عرقلة مهمته الانقاذية لدفعه الى تقديم تنازلات أو الدخول في تسويات لتشكيل حكومة لا تشبهه، ربما إقتنع أن تلك الشخصية الهادئة تختزن صلابة ولا تحيد عن ثوابت أو مبادئ، وهو سبق وترجم ذلك في حكومتيّ عاميّ 2005، و2011..

لم تَرُق إطلالة الرئيس ميقاتي في حديثة ليلة أمس لكثيرين من أهل السياسة، فمن يعول على إنهيار البلد بالكامل لتنفيذ أجندات مشبوهة وجد أن مشروعه مؤجل بإعلان الرئيس المكلف أن الاعتذار غير وارد في ذهنه اليوم, ومن يراهن على تيئيس “إبن طرابلس” وتكبير الحجر عليه ومحاولة إقفال كل الأبواب في وجهه، لمس أنه أمام رجل غير قابل لليأس، وأنه يمتلك سلسلة من المفاتيح تجعله قادرا على إعادة فتح كل الأبواب.

على مدار شهر كامل من التكليف، شهد 13 زيارة الى قصر بعبدا، ولقاءات مكوكية لموفدين ومستشارين، وإتصالات ونقاشات ومشاورات، سعى الرئيس ميقاتي الى تقديم رؤيته لتشكيل الحكومة، وهي قائمة على إيجاد فريق عمل وزاري متخصص وكفوء قادر على وقف الانهيار وعلى وضع لبنان على سكة الانقاذ المرجوة من كل اطياف المجتمع و فئاته لانهاء الازمات اللبنانية كافة بدون استثناء

وفي قراءة متأنية لهذا الشهر بكل ما تضمنه من تفاصيل، يتبين أن الايجابية التي تعاطى بها ميقاتي منذ تكليفه لم تقابل بإيجابية مماثلة، وأن سرعة التأليف التي أرادها لضخ مزيد من التفاؤل بإمكانية وقف الانهيار فرملتها مطالب وشروط يفترض أنها باتت من الماضي، خصوصا في ظل الظروف البالغة الصعوبة التي ترخي بثقلها على اللبنانيين الذين يفتقدون أبسط مقومات العيش الكريم ويكادون يلفظون أنفاسهم الأخيرة، ما يعطي الأولوية المطلقة لولادة الحكومة وليس لأي أمر آخر.

0 Comments: