الثلاثاء، 24 أغسطس 2021

أزمة المازوت في لبنان .. الباخرة الإيرانية تثير انقسامًا لبنانيًا فهل تهدّد الحكومة؟

على وقع استمرار الاتصالات في ملف تشكيل الحكومة، مع البيانين اللافتين للمكتبين الإعلاميين لكل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، واللذين حافظا على منسوب الإيجابية، بعيدًا عن كلّ الفبركات والتسريبات، انشغل اللبنانيون خلال الساعات الماضية بسجالٍ من نوع آخر، محوره "الباخرة الإيرانية".

هكذا، لم يمرّ خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله الذي أعلن فيه عن "إبحار" باخرة إيرانية محمّلة بأطنانٍ من المحروقات إلى لبنان، على أن تتبعها سفن أخرى، مرور الكرام، في ظلّ أزمة المحروقات التي يبدو أنّها تتفاقم، وهو ما تجلّى في الساعات الماضية مع الإقفال "القسريّ" لعدد من محطات الوقود، واضطرار الكثير من القطاعات الحيوية إلى الإقفال بسبب نفاد مادة المازوت.

ولعلّ اللافت في خطاب نصر الله، والذي استجلب الكثير من ردود الفعل في العديد من الأوساط السياسية، تمثّل في "التصعيد" الذي لجأ إليه، من خلال اعتبار السفينة الإيرانية الآتية والمنتظَرة "أرضًا لبنانيّة" سلفًا، مع ما ينطوي على ذلك من إضفاء لمنطق "السيادة" عليها، استباقًا ربما لأيّ محاولة لضربها أو استهدافها في البحر، من قبل الأميركيين أو الإسرائيليين، وهو ما قال نصر الله غمزًا إنّه سيكون له "بالمرصاد.

سريعًا، انقسم اللبنانيون حول إعلان السيد نصر الله، ومفاعيله وتداعياته على الواقع العام، بين من اعتبره "بشرى سارة"، مرحّبًا بأيّ باخرة محروقات تأتي بـ"الفرج" وتنهي "الكابوس" المستمرّ على خط المحروقات، بمُعزَلٍ عن مصدرها، ومن رأى في هذا المنطق "خطورة مطلقة"، خصوصًا أنّ من شأنه تعريض لبنان الرسميّ لعقوبات، وكأنّ ما فيه لا يكفيه.
 
فإنّ مثل هذه الخطوة "غير محسوبة" لا في الشكل والمضمون، خصوصًا أنّ أحدًا لم يستبقها بطلب "إعفاء" لبنان من العقوبات الأميركية، كما فعلت العديد من الدول، بل أرفِقت على النقيض من ذلك، بما يشبه "إعلان الحرب" الذي قرئ خلف كلمات نصر الله، بما يشبه "التحدّي" للولايات المتحدة، وهو ما يزيد برأي هؤلاء الطين بلّة، لأنّ المطلوب في هذه المرحلة "كسب ودّ" المجتمع الدولي، لا إعلان "الطلاق" معه.
 
ومع أنّ الكثيرين من هؤلاء يؤيدون خطوة استيراد المازوت من ايران في ما ذهب إليه لجهة أنّ أزمة الوقود قد تكون "مفتعَلة" في الكثير من جوانبها، وأنّ المطلوب فضح "المحتكرين" ومحاربتهم، فضلاً عن محاسبتهم بأقصى السبل المتاحة، لعلّهم يكونون "عبرة لمن يعتبر"، إلا أنّهم يعتبرون أنّ المواجهة لا تكون بأن "يفتح" كل طرف "على حسابه" كما فعل "حزب الله"، وهو "المتهَم" أصلاً، كما يقولون، بتعميق الأزمة من خلال "تهريب" الوقود إلى سوريا.

0 Comments: