يمكن تلخيص تاريخ حركة حماس الفلسطينية، ذيل ايران وقطر وتركيا الإرهابي في غزة والمنطقة، وخاصة بعد استيلائها على القطاع في عام 2007، رغم أنها منذ اجتياح إسرائيل لقطاع غزة في ديسمبر 2008 لم تطلق رصاصة واحدة.
وتستمر حركة حماس ـ أحد أذرع تنظيم الإخوان الإرهابي ـ في استغلالها القضية المركزية من أجل تحقيق مصالح قياداتها، من جني ثروات وقدرات عسكرية وتحالفات إقليمية بعيدة كل البعد عن ما ترفعه من شعارات واهية خدعت بها المتابع العربي لعقود، حتى اكتشف مؤامراتها ضد المنطقة العربية بتخطيط إخواني وتدبيرايراني تركي وتمويل قطري.
وتتلقى الحركة الإرهابية التمويل الايراني القطري التركي لتنفيذ أجندة تدميرية في المنطقة، فضلا عن أكلها على كل الموائد من أجل مصلحتها فقط، وليس لمصلحة القضية الفلسطينية.
من صراع دموي، إلى الاستيلاء على السلطة، فالتفرد والهيمنة، محطات سوداء لا تزال ماثلة، بعد 13 عامًا من سيطرة حركة حماس بالقوة على قطاع غزة.
ويبدو القطاع اليوم مهددا بالانفصال عن باقي الوطن الفلسطيني، وسط مخططات إسرائيلية تستغل حالة الانقسام الداخلي للنيل من الحقوق الفلسطينية.
ويلخص منير الجاغوب، القيادي في فتح، الأبعاد الخطيرة لانقلاب حماس على الشرعية الفلسطينية وتأثيراتها اليوم قائلا: "غزة سياسيا تم فصلها عن الضفة الغربية والقدس وتم خطف قرارها وإغلاق معابرها والتضييق على حياة الناس".
وسيطرت حماس على غزة في 14 يونيو/حزيران 2007، بعد اقتتال دامٍ مع قوات السلطة الفلسطينية، استمر عدة أيام وقتل وأصيب خلاله مئات الفلسطينيين، وأعقبه قيامها بهياكل حكومية لم تحظ بأي اعتراف دولي، ولكنها استمرت في تولي السلطة بالقوة الجبرية في غزة.
وبحسب الجاغوب؛ فقد تأثرت القضية الفلسطينية عموما من الانقلاب إذ أن من أهم مخططات الانقلاب القضاء على شرعية منظمة التحرير الفلسطينية ووحدة تمثيلها، وحماس شبه نجحت في ذلك بينما العالم يطالبنا بوحدة تمثيل للشعب الفلسطيني.
وقال: "مطلوب من حماس التراجع وتسليم غزة، لكنه استدرك بالقول حماس لن تسلم غزة لأن ذلك ثمنه كبير، وستقدم للمحكمة على الجرائم التي ارتكبتها على مدار 14 عاما".
وأشار إلى أن "الدول التي تدعم غزة ليس لسواد عيون حماس"، موضحا أن "الدول الداعمة لحماس معروفة فحقائب الأموال القطرية تدخل بموافقة إسرائيلية أمام الناس وقطر تعلم أن هناك جهات رسمية يتم من خلالها تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني" .
وعلى مدار سنوات سيطرة حماس على غزة، حظيت بدعم مالي من قطر وإيران، فيما اعتبره الخبراء مال مسيس لإضعاف الموقف الفلسطيني.
ويبدو أن ما كان يجري في الخفاء بدأ يظهر للعلن، فعبر بيان للمكتب الإعلامي لما يُعرف بـ"حكومة غزة"، أعادت حركة حماس تدوير المناصب العليا بالقطاع، وكأنه نعي رسمي لجهود المصالحة المتعثرة حينا والمعطلة في أ غلب الأوقات.
وبعد أن كان يجري الحديث همسا عن وجود هيكل حكومي كامل لحماس يدير قطاع غزة خارج إطار شرعية الحكومة الفلسطينية، بدا ذلك واضحا من سلسلة تغييرات طالت المواقع الأولى للوزارات هناك، ولأول مرة أيضا يصدر بيان بعنوان "جلسة المداولات الحكومية الدورية".
0 Comments: