الجمعة، 10 فبراير 2023

"التوظيف السياسي للكارثة".. حين "يزايد" باسيل على فرنجية!

باسيل

لا صوت يعلو على صوت "الكارثة" في سوريا وتركيا، منذ الزلزال المدمّر الذي ضربهما يوم الإثنين الماضي، وحوّلهما إلى بلدين "منكوبين" بكلّ ما للكلمة من معنى، على وقع عمليات الإنقاذ المستمرة تحت الركام وبين الأنقاض، في مشهد "إنساني" مهيب وضع كلّ الملفات السياسية والاقتصادية جانبًا، ولو لبعض الوقت، ليغلّب صور "المأساة" المستمرّة، مع تسجيل "عدّاد القتلى" أرقامًا هائلة، قد تبدو "قياسية" في جانب منها

ورغم عدم جواز المقارنة، في ظلّ الأرقام "الكارثية" للضحايا في كلّ من سوريا وتركيا، إلا أنّ لبنان القريب من البلدين الصديقين قلبًا وقالبًا، نال "نصيبه" هو الآخر من الرعب والقلق، بعدما عاش اللحظات العصيبة للزلزال، بهزّة أرضية هي الأقوى منذ عقود، أعادت إلى ذاكرة الكثيرين انفجار مرفأ بيروت غير البعيد زمنيًا، والذي حفر عميقًا في وجدان اللبنانيين، قبل أن "تنال" منه كمية الإشاعات التي لا تتوقف عن زلزال "مدمّر" لن يترك حجرًا ولا بشرًا.

وإذا كان "نافرًا"، بالنسبة لكثيرين، وسط هذه المأساة الضخمة، الخوض في استحقاقات الداخل ودهاليزه، فإنّ ما بدا أكثر "توظيف" ما حصل سياسيًا، وهو ما فعله مثلاً جمهور "التيار الوطني الحر" في معرض "الذمّ" بالخصم، رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، والإيحاء بأنّه "لم يجرؤ" على ذكر اسم سوريا في تغريدة "المواساة" التي كتبها، بعكس الوزير السابق جبران باسيل، الذي كان "مباشرًا" في دعوته لمساندة سوريا في محنتها، رغم كلّ العقوبات.

لا يبدو مُبالَغًا به القول إنّ حملة جمهور "التيار الوطني الحر"، الدفاعية عن باسيل والهجومية على فرنجية، لم تكن لا عفوية ولا تلقائية، بحسب ما يرى المتابعون، الذين يعتقدون أنّها تحتمل أن تكون "منظّمة" لحدّ بعيد، والهدف منه ضرب أكثر من عصفور بحجر، في ضوء المعركة الرئاسية "المحتدمة" بين الرجلين، ولو لم تكن معلنة، خصوصًا أنّ فرنجية هو "المرشح المفضّل" لمعسكر "8 آذار" برأي باسيل، ولو لم يعلن ذلك بشكل صريح ومباشر . 

0 Comments: