ستزود روسيا لبنان بصور أقمارها الإصطناعية لمرفأ بيروت قبل الإنفجار وبعده. الخبر ليس عاديًا، بذلك تكون روسيا البلد الوحيد الذي وافق على تسليم لبنان صور الأقمار الصناعية لعصر الرابع من آب 2020. المساعدة الروسية لافتة في توقيتها، بعد سنة وثلاثة أشهر على التفجير، لماذا اليوم وليس قبل عام؟ وهل تحسم هذه الصور حقيقة التفجير وما إذا كان هناك عدوان خارجي استهدف مرفأ بيروت.
القصة بدأت بسؤال طرحته الرئيسة التنفيذيّة لمؤسسة بيروت أنستيتيوت الصحفية راغدة درغام على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مشاركته في أعمال منتدى "فالداي" الدولي في سوتشي، عن مدى استعداده لتقديم ما لدى روسيا من معلومات وصور أقمار اصطناعية، في مسألة التحقيق في تفجير مرفأ بيروت.
بوتين وعد بالنظر في ذلك قائلًا "أنا لا أفهم حقًا كيف يمكن أن تساعد بعض الصور الفضائية، هل لدينا هذه الصور؟ لكنني أعدك: بالطبع سأقوم بإجراء استفسارات، وإذا كان لدينا ذلك وتمكنّا من المساعدة في التحقيق، فسنقوم بذلك. أحتاج أولاً إلى التحدث مع الزملاء الذين قد تكون لديهم مثل هذه المعلومات.
اللافت، ليس وعد بوتين على أهميته، بل ما كشفه عن سبب الإنفجار، حيث بدا وكأنّه يملك معلومات من شأنها أن تنسف فرضية العدوان الإسرائيلي. هذا ما قاله بوتين حرفيًّا استنادًا إلى ترجمة موقع "الثائر" : "منذ سنوات عديدة ، تم جلب نترات الأمونيوم وتفريغها في الميناء، وللأسف لم تقم السلطات المحليّة بمعالجة الأمر، إذا رغبت ببيعها كون ذلك مربحاً، كما أفهمها. وتعارضت الرغبة في البيع بشكل مربح مع امكانية القيام بذلك في السوق، ومع بعض التناقضات الداخلية المرتبطة بمن سيأخذ هذا الربح، وما إلى ذلك. في رأيي، ترتبط المأساة بشكل أساسي بهذا، هذا كل شيء.
ما قاله رئيس دولة عظمى من منبر دولي، بأنّ سبب انفجار مرفأ بيروت خلاف بين أفرقاء محليين حول صفقة بيع النترات وتقاسم الأرباح، من شأنه أن يطرح علامات استفهام كبيرة حول حقيقة ما كشفه وتوقيته وخلفياته.
0 Comments: