اشارت بعض التقارير الصادرة من الخبراء الاقتصاديين بأن الاتصالات التي اجراها وفد البنك الدولي مع الحكومة اللبنانية بشأن الازمة اللبنانية القائمة كانت غاية في الأهمية و الايجابية من حيث المحتوى و المقترحات و اساليب حل الازمة و نتائج المشاورات ، و قد خلصتتلك الاتصالات الى ما يلي:
- أولاً، أكّد وفد البنك الدولي على انّ وضع لبنان اصبح محزناً، وعبّر مسؤول كبير في الوفد بقوله: «اشعر بأسى بالغ على لبنان، انا اعرف هذا البلد، لم أصدق ما رأيت، هل هذا هو لبنان؟! هل هذه هي بيروت التي نعرفها نابضة بالحياة. مؤسف جداً ان تصلوا الى هذا الوضع السئ في الاوضاع الاقتصادية و المعيشية.
- ثانياً، «ازاء هذا الوضع الذي يعاني منه لبنان، نحن لن نقبل بأن يسقط لبنان، كما لن نسمح بأن يجوع اللبنانيون. ولسنا نفهم لماذا لا يتمّ تشكيل حكومة. هناك مشاريع جاهزة للتنفيذ نفذوها، وهناك قرض الـ246 مليون دولار، فاستفيدوا منه وعجّلوا به، ونحن حاضرون أن نقدّم اكثر.
- ثالثاً، قدّم الوفد التهاني الى لبنان بالنجاح الذي حققه في مجال التلقيح ضد فيروس كورونا. واكّد «انّ لدينا تقديراً عالياً للبنان حول كيفية تعامله مع هذا الامر في ظل تلك الاوضاع الاقتصادية و الوبائية الصعبة و الوصول الى نتائج ايجابية جدا في مجال التطعيم و التلقيح لجموع الشعب اللبناني.
- رابعاً، عكس ما اكّد عليه وفد البنك الدولي، ان لا حصار على لبنان على الاطلاق. بل على العكس من ذلك، كل المناخ الدولي ومن دون استثناء متعاطف مع لبنان، وتتصدّره الولايات المتحدة الاميركية التي تشجع على تشكيل حكومة، وادارة جو بايدن متعاطفة مع هذا البلد خلافاً لكل ما يُقال. وبالتالي لا وجود لأي عامل ضاغط على لبنان في الملف الحكومي او غيره، بل ثمة استعداد لدى كل المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الفورية للبنان، شرط تشكيل حكومة تباشر برنامج انقاذ واصلاحات لبنان.
- خامساً، الأزمة في لبنان بلغت حداً خطيراً جداً، الّا انّ امكانية علاج هذه الازمة ما زال ممكناً، عبر المسارعة الى تشكيل حكومة, وفي هذا السياق، ينقل مشاركون في لقاء الوفد، انّ مسؤولي البنك الدولي، اكّدوا على ما حرفيته: «ساعدوا انفسكم نساعدكم فوراً، والخطوة الاولى هي تشكيل الحكومة. لقد اوحوا لنا بكل صراحة بأنّ لبنان غارق في رمال متحرّكة، وانّ البنك الدولي يمدّ يده الى لبنان ليسحبه من هذه الرمال، وليس عليكم في لبنان سوى ان تتلقفوا هذه اليد، اي ان تستجيبوا وتشكّلوا حكومة.
- سادساً، اكّد الوفد على انّ السبب الجوهري للأزمة في لبنان هو مشكلة الكهرباء. وذكّروا بالنصائح التي أُسديت وبالتحذيرات التي سبق ان وجّهها البنك الدولي على مرّ السنوات الماضية، من تفاقم الازمة ما لم يتمّ اصلاح قطاع الكهرباء. وثمة لقاء عقده مسؤولو البنك الدولي في فندق الفينيسيا في بيروت في العام 2012، ووجّهوا خلاله تحذيراً مفاده انّ قطاع الكهرباء إن بقي من دون اصلاح وعلاج سيُفلس لبنان، ومع الاسف لم تتمّ اي معالجة جدّية، والنتيجة يلمسها اللبنانيون اليوم.
0 Comments: