لم تجد تركيا إلا الدفع مجددًا بفروع التنظيم الدولي للإخوان للعودة إلى المشهد السياسي بعد هزائم مذّلة بدأت بانكسار مشروع الحكم في مصر وتناثرت لتطال إخوان ليبيا وموريتانيا والسودان، وصولا إلى حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان ذاته الذي اهتز بعد سنوات طويلة من الهيمنة على الحياة العامة في تركيا،
في إطار اتفاق المصالح وسعي أردوغان لإحياء الإرث العثماني وعودة الخلافة العثمانية؛ حيث ترى أنقرة في الإخوان عنصر مهم لتنفيذ هذا الحلم، في ظل الانتشار التي تتمتع به الجماعة في الكثير من دول العالم ( تعتبره تركيا قوة ناعمة) يمكن أن تعتمد عليهم تركيا في أن يكونوا نفوذ وقوة ضغط على بعض الأنظمة وهي وجهة النظر التي أكدها ياسين اقطاي حينما أكد "أن جماعة الإخوان لها فروعها الخاصة وفقهها الخاص، وهي تمثل اليوم ذراع للقوة الناعمة لتركيا في العالم العربي، فهذه الجماعة ترحب بالدور التركي في المنطقة.. وهم بالتالي ينظرون إلى الدور التركي على أنه النائب للخلافة الإسلامية التي تم إسقاطها سابقا"
و يعتمد أردوغان على سلاح الحرب النفسية أو الشائعات من خلال تصدير صور مغايرة للواقع والحقائق، وإحراج الأنظمة والدول من خلال إصدار تصريحات متناقضة يحاول من خلالها إبراز نفسه وكأنها هو الزعيم العربي والإسلامي المدافع عن حقوق الشعوب واستطاع أردوغان في الترويج إلى هذه الصورة؛ حيث تبني أردوغان خطاب شعبوي يخاطب به المواطن أو الرأي العام وتحديدًا الرأي العام العربي والإسلامي مثل على ذلك حديثة الدائم عن حقوق الفلسطنيين، بينما يحرص على إقامة علاقات قوية مع إسرائيل، إضافة إلى حديثه عن حقوق اللاجئين السوريين؛ حيث قال أردوغان في خطاب 7 أغسطس 2011 "إننا لا نرى في موضوع سوريا شأًنًا خارجياً بل هو شأن داخلي بالنسبة لنا، ولا يمكن لنا أن نقف موقف المُتفرّج حيال هذه التطوّرات، ونحن نسمع صوت السوريين وملزمون بالقيام بما يجب أن نقوم به هناك.
في الوقت الذي يستخدم في هذه الورقة للضغط على الإتحاد الأوروبي لدفع مساعدات لتركيا، كما حرص على تصدير صورة له على أنه صانع لنهضة تركيا وأنه يسعي إلى نهضة شعوب المنطقة، والجدير بالذكر هنا أن العواصم الغربية نجحت في تسويق هذا النموذج إلى دول وشعوب المنطقة وأقنعها أردوغان بأنه المُدافِع الحقيقي عن قضاياها ضد "الغرب الصليبي" والصهيونية العالمية.
0 Comments: