غلي رزنامة لبنان اليوم على نار حامية، فهناك ملفان مهمان قد ينقذان البلد من هذه الأزمة أو يرسلانه إلى جهنم “one way ticket”. الملف الأول يكمن بتشكيل الحكومة التي تتخبط المصادر ببعضها، منها مطمئنة بولادة الحكومة الأسبوع المقبل والأخرى متشائمة معتبرة أنه لا يزال هناك عقبات يجب حلّها قبل أن تبصر الحكومة النور. أما الملف الثاني يتمثل بترسيم الحدود مع إسرائيل والتي يؤكد حزب الله أن هذين الملفين مرتبطان ارتباطاً وثيقاً، وإن لم يتم ترسيم الحدود لا حكومة.
حكومياً، ذهبت حمى التقديرات والتوقعات في الساعات الأخيرة عبر “النهار” الى ربط العد العكسي للولادة الحكومية العتيدة بموعد الذكرى الرابعة لانتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون في 31 تشرين .
وتحدثت بعض الأوساط السياسية عن دفع قوي في اتجاه تذليل ما تبقى من عقبات لكي تأتي الولادة الحكومية متزامنة مع بداية السنة الخامسة من العهد المنهك والمتعب بأثقال الازمات والانهيارات المتعاقبة والتي تراكمت بشكل دراماتيكي مذهل في السنتين الأخيرتين خصوصا علّ هذا التزامن يشكل هدية مشتركة للعهد كما للحكومة العتيدة ومن شأنها ان تشكل وعدا عمليا مقنعا للبنانيين بإمكان فرملة التدهور المخيف على كل المستويات والبدء مجددا بالنهوض اقله في المجالات الأكثر الحاحا للمواطنين.
في المقابل، لا تخفي أوساط “نداء الوطن” توجسها من حصول أي انتكاسة في الأجواء الإيجابية الطاغية على مساعي التأليف “في حال عودة الأمور إلى الاحتدام والتجاذب على طاولة تقاسم الحقائب تحت سقف المداورة”، خصوصاً في ظل ما يُحكى عن رفع “التيار الوطني الحر” تسعيرة تخليه عن حقيبة الطاقة والمقايضة عليها، مقابل هواجس تراود بعض الأفرقاء على المقلب الآخر إزاء مسألة إسناد حقيبة الداخلية لشخصية عونية، باعتبارها ستكون محسوبة بطبيعة الحال على “التيار”، ما قد يشعل فتائل تصفيات حسابات سياسية داخل الوزارة قياساً على الحملات التي كان يقودها التيار على مدير عام قوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات وصولاً إلى النافعة.
غير أنّ المعلومات المتوافرة حتى الساعة لا تزال تشير إلى أنّ “الإيقاع مضبوط”، وتبدي مصادر مواكبة ثقتها بأنّ “كفة الحاجة إلى الحكومة ستكون أرجح من كفة التعطيل، ولو واجه التشكيل بعض التأخير لكن لا بد في نهاية المطاف من أن يرضى كل فريق بالحصة التي قُسمت له منعاً لضياع آخر فرصة قادرة على انتشال العهد والطبقة الحاكمة من مستنقع الفشل والانهيار”.
0 Comments: