بدماء وجثث مئات العمال الذين فقدوا حياتهم خلال بناء استاد الوكرة تفتتح قطر استاد يشيد بالكامل لاستضافة مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.
وكانت قطر بدأت أعمال بناء استاد الوكرة عام 2014، ومنذ ذلك الحين دفع مئات العمال من مختلف أنحاء العالم أرواحهم في سبيل تحقيق حلم "تنظيم الحمدين" في استضافة مونديال 2022 مهما كان الثمن، دون مراعاة للظروف والقيم الإنسانية التي يجب أن يعمل فيها العمال حفاظا على أرواحهم.
وخلال مدة بناء الاستاد وثقت العديد من التقارير الحقوقية الدولية انتهاكات تنظيم "الحمدين" بحق العمالة الأجنبية بشكل عام، وعمال المونديال بشكل خاص، أحدثها تقريران صدرا خلال الأسبوع الجاري.
وأوضحت الدراسة أن أولمبياد سوتشي الشتوية التي سجلت نحو 60 حالة وفاة، كانت هي الأعلى بين البطولات الأخرى، غير أن الأرواح التي أزهقت في قطر استعدادا لكأس العالم أكثر بـ26 ضعفا، وهو ما يعني أن ضحايا «مونديال قطر» الأكبر على مر التاريخ.
وعن حجم تلك الانتهاكات، قال هانز كريستيان جابريلسن، زعيم الاتحاد النرويجي لنقابات العمال، في بيان "إذا كنا سنقف دقيقة صمت لكل وفاة تقديرية لعامل مهاجر في أعمال إنشاءات كأس العالم في قطر، فإن أول 44 مباراة من البطولة ستلعب في صمت".
ويأتي افتتاح استاد الكرة بعد يومين من كشف تقرير "مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان" عن بعض ممارسات النظام القطري المشينة في مجال حقوق الإنسان، والسجل الأسود لنظام "الحمدين" في مجال حقوق الإنسان عامة.
والتقرير ناقشته أعمال الدورة الـ33 للمفوضية، التي تستمر خلال الفترة من 7 إلى 17 مايو/أيار الحالي بجنيف.
وأشار التقرير الأممي إلى تردي أوضاع العمالة الوافدة، ووفاة ألفي عامل نتيجة إنشاءات بطولة كأس العالم 2022، وهو رقم يزيد عن الرقم الذي أشارت إليه الدراسة المقارنة التي نشرها موقع "ذا سبورتس راش" الهندي، عن وفاة 1200 شخص، وهو ما يشير إلى حجم المأساة التي يعاني منها عمال المونديال.
ويواجه العمال الوافدون المشاركون في أعمال بناء ملاعب كأس العالم 2022 انتهاكات لا تنقطع تمثل صفحة شديدة السواد في سجل قطر الحقوقي، في ظل عدم اتخاذ إجراءات فعلية تحفظ لهم حقوقهم.
وتواصل السلطات القطرية تجاهل المطالب العالمية والقوانين الدولية فيما يخص تعاملها مع العمالة الأجنبية على أراضيها، التي تشكو أوضاعا معيشية وخدمية وصحية قاسية، لا سيما آلاف منها تستغلهم الدوحة في بناء منشآتها الرياضية استعدادا لمونديال كرة القدم 2022.
0 Comments: